(مالايسع طالب العلم جهله) العقيدة الصحيحة فى سؤال وجواب

0
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ام بعد

نشرع بمشيئة الله وحوله فى بيان العقيدة الصحيحة فى ثوب جديد سهل ومبسط حتى يستطيع طالب العلم معرفتها.


مدخل لدراسة العقيدة.

س1: ماهى العقائد؟

ج1: العقائد جمع عقيدة، وهى الامور التى تصدق بها النفوس،وتطمئن اليها القلوب،وتكون يقينا عند اصحابها،ولايمازجها ريب ولايخالطها شك.

س2:معنى العقيدة لغة؟

ج2:العقيدة لغة من العقد،وهو الشئ الصلب الذى لايتزحزح،فالعقيدة فى اللغة مدارها على التاكيد واللزوم والاستيثاق.

س3:العقيدة فى الشرع؟

ج3: العقيدة فى الشرع تعنى التكاليف التى جاء بها الاسلام (( قولا،عملا،اعتقادا)) ومدار هذا كله يكون فى حديث جبريل الطويل.

س4: العقيدة فى الاسلام؟

ج4: ماصح به الخبر عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم،والتى يجبعلى الانسان الايمان بها لله ولرسوله .

س5:متى تصبح الاصول عقيدة؟

ج5: عندما يتم الايمان بها بلاريب او شك قال الله تعالى (( انماالمؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا))

س6: هل الايمان بالغيبيات من العقيدة؟

ج6: نعم الايمان باغيبيات من العقيدة الصحيحة.

س7: هل العقيدة هى التوحيد ام بينهما اختلاف؟

ج7: التوحيد والعقيدة اسمان مترادفان لمسمى واحد،
فنقول المراد بالعقيدة من حيث اللغة مايكون فيه اشارة الى اللزوم والشد والجزم وان لم يكن ذلك فيكون ظناً وشكاً،
اما التوحيد فهو افراد الله بما يختص به من انواع التوحيد الثلاثة،
فلايوجد التوحيد الا اذا وجدت العقيدة والعكس،
فنقول العقيدة تشمل اركان الايمان الستة. والتوحيد يشمل الركن الاول من اركان الايمان الستة وهو الايمان بالله الذى مداره على اثبات اربعة اشياء(( ذات الله،ربوبية الله،الوهية الله،اسماء الله وصفاته))
اذاً فالعقيدة تزيد على مباحث التوحيد وهو انه يتكلم فيها عن مسائل التلقى وهذه المسالة مما يخالف فيها اهل السنة بقية الفرق المخالفة.

كذلك العقيدة تبحث فى مسائل التعامل مثل الامر بالمعروف والنهى عن المنكر،لان هذا ليس بالهوى ولا بالعقل ولكن لابد من النظر فى امرين الاول (( انه منكر وهذا يثبت بالنقل)) (( الطريقة فى انكاره وهذا يثبت بالنقل ايضاً))

كذلك تبحث فى مسائل اتباع ولاة الامور ومسائل الحاكمية والعقيدة فى الصحابة وامهات المومنين.

فنقول كل توحيد عقيدة وليس العكس. فنقول مثلا العقيدة فى الصحابة ليست من مسائل التوحيد.
فالتوحيد اخص من العقيدة لانه يعنى به تقرير حق الله على عباده ومايستحقه من انواع التوحيد الثلاثة ، والعقيدة اعم من التوحيد.

س8:متى يكون فساد العقيدة ؟

ج8: فساد العقيدة يكون نتيجة التحريف او التبديل او التغير.

س9: ماهى اهمية العقيدة؟

ج9: اهمية العقيدة (1) المعرفة بالامور الغيبية للايمان بها. (2) الاجابة على التساؤلات التى ضلت فيها عقول الفلاسفة. (3) طريق لمحبة الله وذلك بالتعرف على اسمائه وصفاته وافعاله. (4) اقناع العقل بالبرهان والدليل وبث الايمان والنور والحياه والروح الى القلب:


س10:هل العقيدة لها علاقة بالايمان؟

ج10: نعم لها علاقة.

س11:مامعنى قول العلاقة بين العقيدة والايمان؟

ج11:معنى قول العلاقة بين العقيدة والايمان هو ان الايمان ليس شئ بارد فى القلب وليس له اثر،ولكن الايمان ماوقر فى القلب وصدقه العمل،وهذا ناشئ عن عقيدة راسخة فى القلب لاتتزحزح ابدا.

س12:ماهى علاقة العقيدة بالايمان؟

ج12: العقيدة تمثل قاعدة الايمان،فالايمان عقيدة تستقر فى قلب العبد استقراراً يلازمه ولاينفك عنه،ويعلن صاحبها بلسانه مايستقر فى قلبه،ويصدق الاعتقاد والقول بالعمل وفق مقتضى هذه العقيدة.

س13:ماحكم من انكر العقيدة او جزء منها؟

ج13:كافر كفر اكبر وخروج من الملة.

س14: ماهو الدليل على كفره؟

ج14: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)
(( النساء))

0 التعليقات:

الطغيان وصناعة الطغاة

0

لقد جاء الإسلام ليُعبد الله وحده ولتهدم الأصنام وتحطم الطواغيت ويكون الدين كله لله، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين}.

ولقد كان التحذير من الطغيان في أول آيات نزلت من كتاب ربنا: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى}.

كما كان التحذير من العواقب الوخيمة للطغيان وخطورة نتائجه في الدنيا والآخرة واضحا في آيات القرآن:{وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَاد * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَد * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَاب * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد}.

فالطغيان يقترن دائما بالفساد وهذا والله واقع مشاهد لو لم يدل عليه القرآن لدل عليه الواقع الذي يعيشه الناس، ثم تكون النتيجة الحتمية للاستمرار في هذا الطغيان أن ينزل العذاب بهؤلاء الذين طغوا.

وانظر إلى أصحاب الجنة الذين ذكرهم الله في سورة القلم لما رأوا جنتهم محترقة أمامهم قالوا: { يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِين}ثم إن لهؤلاء الطغاة يوم القيامة موعدا لن يخلفوه: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلْطَّاغِينَ مَآبًا * لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا * إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا}.

مساكين أولئك الطغاة لو علموا مصيرهم في الدنيا والآخرة لأيقنوا أن ظلمهم لأنفسهم كان أشد من ظلمهم للناس..

أما في الدنيا فإن دعوات المظلومين تطاردهم واللعنات التي تخرج من قلوب وألسنة المعذبين ستحرقهم، مع وعد من الله تعالى بإجابة دعوة المظلوم ولو بعد حين.

وأما في الآخرة فسيقتص منهم حين لا ينفع دينار ولا درهم {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُون * مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُون * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُون}

لو كان أحد من البشر يستحق التعظيم والتقديس والتمجيد لكان محمدا، لكن القرآن كان يتنزل عليه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ }.

كان يجلس حيث انتهى به المجلس ولا يتميز بينهم بمكان ولا بلباس ولا شارات حتى إن الداخل لم يكن يعرف من هو محمد.

كانت الأمة من إماء المدينة تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت...
وعلى دربه صلى الله عليه وسلم سار الصالحون ممن ولاهم الله أمر هذه الأمة، فهذا هو أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه يعلنها منذ اليوم الأول: وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم...

وقال مثل هذه الكلمات عمر الفاروق رضي الله عنه حتى إنه طلب منهم إن أساء أن يقوموه، وأعلنت الأمة ردا عليه أنها مستعدة لتقويمه إن هو أساء أو انحرف عن الحق والصواب.

أما الطغاة فإنهم يرون كل ما يفعلونه وما يتخذونه من قرارت هو الحق وما عداه هو الباطل، وكأن ما توصلوا إليه هو الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويقف خلفهم أناس مغرضون أصحاب مصالح يزينون لهم هذا الطغيان ويمدحونهم بالباطل ويسبحون بحمد هؤلاء الطواغيت بل ويقذفون بالناصحين الذين يريدون تقويم المعوج وتصحيح المسيرة في غياهب السجون ويرمونهم بأبشع التهم لا لشيء إلا لأنهم تجرأوا على نصيحة الطغاة الذين هم ـ في زعم هؤلاء ـ مبرأون عن الخطأ.

وهم في ذلك يستفيدون من غفلة بعض أبناء الأمة أو عجزهم أو انشغالهم بلقمة عيشهم التي لا يكادون يحصلون عليها إلا بشق الأنفس.

قل لي بالله عليك لو لم يكن خلف فرعون طغمة فاسدة زينت له الباطل وحرضته عليه هل كان بوسعه أن يصل إلى هذه المرحلة العاتية من الطغيان بحيث يقول:{ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}، ويقول:{ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَاد}؟.

ألم يصل الطغيان بالنمرود لهذا الادعاء العجيب من بشر يأكل ويشرب ويمرض ويموت فيقول هذا النمرود: { أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ }؟.

ألم يقل بعض هؤلاء المنتفعين في بعض الحكام:

بشراي إن صلاح الدين قد عاد وأصبحت هذه الأيام أعيادا

أجمال ما لك من بين الأنام أخ في الشرق والغرب ممن ينطق الضادا

لو كان يعبد من بين الأنام فتى كنا لشخصك دون الناس عبادا

لقد سطر التاريخ نماذج لهذه الطائفة من المنتفعين الذين يساهمون في صناعة الطواغيت والحرص على بقائهم ، يقول ابن كثير رحمه الله تعالى: " اتفق في بعض الأحيان أن الخليفة العباسي المهدي استدعى بعض الشعراء إلى مجلسه، وكان فيهم أبو العتاهية، وبشار بن بُرد الأعمى، فسمع بشار صوت أبي العتاهية، فقال بشار لجليسه: أثَم هاهنا أبو العتاهية؟! فقال: نعم. فانطلق أبو العتاهية يذكر قصيدته التي قال فيها:

أتته الخلافة منقادة إليه تجرجر أذيالها فلم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها

ولو رامها أحدٌ غيره لزلزلت الأرض زلزالها ولو لم تطعه بنات القلوب لما قبل الله أعمالها

فقال بشار لجليسه: انظروا هل طار الخليفة عن فراشه أم لا !!".

بل إن الشاعر الأندلسي ( ابن هاني ) قد جاوز في مدح المعز الفاطمي حتى مدحه بقوله:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار

وكأنما أنت النبي محمد وكأنما أنصارك الأنصار

أنت الذي كانت تبشرنا به في كتبها الأحبار والأخبار

أسأل الله الكريم أن يحفظ المسلمين وبلادهم من شر الطواغيت وأعوانهم ومنافقيهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

"اسلام ويب"

0 التعليقات:

نونية القحطاني وابن القيم بصوت الشيخ ؤفارس عباد وعبدالواحد المغربي للتنزيل

0
للتنزيل اختارمن الاسفل
1-نونية القحطاني
2-نونية ابن القيم

0 التعليقات:

لتحميل المصحف الشريف لعدد من القراء في رابط واحد وسريع

0

0 التعليقات:

معلومات اسلامية

0

0 التعليقات:

حوار مع الشيطان عائض بن عبد الله القرني

0
حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب إلى المسجد
فقال لي :عليك ليل طويل فارقد .
قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة
قال :الأوقات طويلة عريضة

قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة
قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة

فما قمت حتى طلعت الشمس ...
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات

وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار

فقلت: أشغلتني عن الدعاء
قال: دعه إلى المساء

وعزمت على المتاب ، فقال: تمتع بالشباب !
قلت: أخشى الموت
قال: عمرك لا يفوت ...

وجئت لأحفظ المثاني
قال: روّح نفسك بالأغاني
قلت: هي حرام
قال: لبعض العلماء كلام!
قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة
قال: كلها ضعيفة

ومرت حسناء فغضضت البصر
قال: ماذا في النظر؟
قلت: فيه خطر
قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال

وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق ..
فقال: ما سبب هذه السفرة ؟
قلت: لآخذ عمرة
فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة
قلت: لابد من إصلاح الأحوال
قال: الجنة لاتدخل بالأعمال

فلما ذهبت لألقي نصيحة ..
قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة
قلت: هذا نفع العباد
فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد

قلت : 
فما رأيك في بعض الأشخاص؟ 
قال : 
أجيبك على العام والخاص 
قلت : 
أحمد بن حنبل؟ 
قال : 
قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل 
قلت : 
فابن تيمية؟ 
قال : 
ضرباته على رأسي باليومية 
قلت : 
فالبخاري؟ 
قال : 
أحرق بكتابه داري 
قلت : 
فالحجاج ؟ 
قال : 
ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج 
قلت : 
فرعون ؟ 
قال : 
له منا كل نصر وعون 
قلت : 
فصلاح الدين بطل حطين؟ 
قال : 
دعه فقد مرغنا بالطين 
قلت : 
محمد بن عبدالوهاب؟ 
قال : 
أشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكل شهاب 
قلت : 
أبوجهل؟ 
قال : 
نحن له أخوة وأهل 
قلت : 
فأبو لهب ؟ 
قال : 
نحن معه أينما ذهب ! 
قلت : 
فلينين؟ 
قال : 
ربطناه في النار مع استالين 
قلت : 
فالمجلات الخليعة ؟ 
قال : 
هي لنا شريعة 
قلت : 
فالدشوش ؟ 
قال : 
نجعل الناس بها كالوحوش 
قلت : 
فالمقاهي ؟ 
قال : 
نرحب فيها بكل لاهي 
قلت : 
ما هو ذكركم؟ 
قال : 
الأغاني 
قلت : 
وعملكم؟ 
قال : 
الأماني 
قلت : 
وما رأيكم بالأسواق ؟ 
قال : 
علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق 
قلت : 
فحزب البحث الاشتراكي ؟ 
قال : 
قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي 
قلت : 
كيف تضلّ الناس ؟ 
قال : 
بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات 
قلت : 
كيف تضلّ النساء ؟ 
قال : 
بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور 
قلت : 
فكيف تضلّ العلماء؟ 
قال : 
بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور 
قلت : 
كيف تضلّ العامة ؟ 
قال : 
بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة 
قلت : 
فكيف تضلّ التجار ؟ 
قال : 
بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات 
قلت : 
فكيف تضلّ الشباب ؟ 
قال : 
بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام 
قلت : 
فما رأيك بدولة اليهود (اسرائيل) ؟ 
قال : 
إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة 
قلت : 
فأبو نواس؟ 
قال : 
على العين والرأس لنا من شعره اقتباس 
قلت : 
فأهل الحداثة؟ 
قال : 
أخذوا علمهم منا بالوراثة 
قلت : 
فالعلمانية؟ 
قال : 
إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني 
قلت : 
فما تقول في واشنطن؟ 
قال : 
خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن 
قلت : 
فما رأيك في الدعاة ؟ 
قال : 
عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت 
قلت : 
فما تقول في الصحف ؟ 
قال : 
نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف 
قلت : 
فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟ 
قال : 
ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم 
قلت : 
فما فعلت في الغراب ؟ 
قال : 
سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب 
قلت : 
فما فعلت بقارون ؟ 
قال : 
قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز 
قلت : 
فماذا قلت لفرعون ؟ 
قال : 
قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر 
قلت : 
فماذا قلت لشارب الخمر ؟ 
قال : 
قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم 
قلت : 
فماذا يقتلك ؟ 
قال : 
آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي 
قلت : 
فما أحب الناس اليك ؟ 
قال : 
المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون 
قلت : 
فما أبغض الناس اليك ؟ 
قال : 
أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد 
قلت : 
أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !

0 التعليقات:

كتاب ضحايا الحب للشيخ عائض القرني

0

0 التعليقات:

من أساليب المخالفين في محاربة السنن والدين ,, من خلال رد الدارمي على المريسي 1/ 2 صلاح بن فتحي هلل

0

أما بعد:
فقد بُعِثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جزيرةٍ عربية تموج بالفتن والثارات بين القبائل، طلبًا للفخر والشرف والمكانة، وكان للدين منزلة في نفوس الناس، وكان أهل الكتاب خاصة يترقَّبون ظهور نبيٍّ، ويعرفون ذلك مِن كتبهم، لكنهم كانوا يترقبونه منهم، لا مِن العرب، فلما بعثه الله عز وجل عربيًّا شَرِقَتْ به نفوسُ يهود خاصة، وأهل الكتاب والمشركين عامة، واتَّحَدَ أعداء الأمس ضد النبي العربي صلى الله عليه وسلم، وثارتْ يهود تثأر لمجدٍ كانت تحلم به، فلما لاحتْ لها هزيمتها، ورأتْ عجزها واضحًا في صدِّ قوة الإسلام وسطوة نوره؛ عندئذٍ تركت المجاهرة بعدائها، وسارتْ في كيدها وعدائها سِرًّا، فعملتْ على تأليب الأعداء تارةً، والدسِّ والتشويش وهو ما يسميه أهل عصرنا "الغزو الفكري" تارات أخرى.
وقد بدا ذلك واضحًا في محاولات يهود المتكررة للنيل مِن الإسلام، مرةً عن طريق التحرُّش بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه؛ بالسؤال عن بعض أمور الغيب ونحوها؛ لإحراجه صلى الله عليه وسلم، وإحراج أصحابه رضي الله عنهم، ومرة أخرى بالسعي في قتْل النبي صلى الله عليه وسلم بالسُّمِّ، أو تأليب الأعداء ضدّه صلى الله عليه وسلم والتعاون معهم، ورغم هذا كله زاد الإسلام قوة وانتشارًا، واتسعتْ دولته، خاصة في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وعلى سائر الخلفاء والصحابة أجمعين.
حينئذٍ تظاهر بعض يهود بالإسلام، ليصل هؤلاء إلى المكيدة للمسلمين، كما حصل مِن ابن سبإٍ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، وبذرَ بذرة التشيُّع القبيحة، وبدأ طوفان الفتن يشق الصفوف بقوةٍ، فتشيَّعَت الشيعة، واعتزلت المعتزلة.

والحقيقة فإِنَّ ظهور المعتزلة كان له أعظم الضرر على الإسلام والمسلمين؛ نظرًا لما مَوَّهَتْ به أئمة المعتزلة مِن الدين والعلم، حتى خُدِعَتْ بهم طوائفُ مِن الأُمَّة، واستفحل خطرها، وصار كلُّ مَن أراد الطعن في الدين يدَّعي الاعتزال، فضمَّت المعتزلة بين جنباتها مِن الزنادقة والفلاسفة وأعداء الدين ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، رفعوا شعار البحث العلمي والعقلي، واتخذوا العقل مطيةً لإهدار النصوص وإبطال الشريعة والكيد للمسلمين، وافتخرتِ المعتزلةُ بأئمتها مِن أمثال النَّظَّام الزنديق الذي ألَّف في فضل التثليث على التوحيد، ثم جاء ينثر باطله في صفوف المسلمين، فجاءتْ أقواله على دربٍ واحدٍ مِن التشكيك في الدين، والطعن في الشريعة، لم تخفَ على كثيرٍ مِن علماء المسلمين كأبي منصور البغدادي وغيره ممَّن كشفوا زَيْف هذا النَّظَّام المعتزلي، لكن ثمة مَن خدعهم بريقُه، فنقلوا كلامه وأقواله، بل واتَّكأ عليها بعضُهم، وبرَّرَ له آخرون، أو اعتذروا عنه، إحسانًا للظنِّ به؛ على اعتبار نِسْبَتِه عندهم للعلم بل ولأئمة المعتزلة!، والناس كالطير يتبع بعضُها بعضًا.
وهكذا نُقِلَتْ أبحاث الزنادقة وأفكارهم إلى ديار المسلمين، وتسرَّبَتْ أباطيلهم، فقرأنا وسمعنا ورأينا ما لم يكن يخطر ببالٍ لكنه وقع، وهنا قام أهل السنة والحديث والعلم والفضل؛ بهتك ستار القوم، وبيان عوارهم، ووسائلهم الملتوية في التسلُّل إلى عقول الناشئة.

وفي حديثِ الإمام أبي منصورٍ البغدادي رحمه الله؛ عن النَّظَّام ما يكشف عن كثيرٍ مِن ألاعيب الزنادقة للوصول لأغراضهم الدنيئة، فيقول الإمام البغدادي أثناء كلامه على "النظامية": "هؤلاء أتباع أبي إسحق إبراهيم بن سَيَّار المعروف بالنَّظَّام، والمعتزلة يُمَوِّهُون على الأغمار بدينه، ويُوهِمُون أنَّه كان نَظَّامًا للكلام المنثور والشعر الموزون؛ وإِنَّما كان ينظم الخرز في سوق البصرة، ولأجل ذلك قيل له: النَّظَّام، وكان في زمان شبابه قد عاشر قومًا من الثَّنَويَّة وقومًا مِن السُّمَنِيَّة القائلين بتكافؤ الأدلة، وخالَطَ بعد كِبره قومًا مِن مُلْحدة الفلاسفة، ثم خالَطَ هشامَ بن الحكم الرافضي، فأخذ عن هشامٍ وعن ملحدة الفلاسفة قوله بإبطال الجزء الذي لا يتجزأ، ثم بنى عليه قوله بالطَّفرة التي لم يَسْبق إليها وهمُ أحدٍ قبله، وأخذ من الثَّنَوِية قوله بأن فاعل العدل لا يقدر على فِعل الجور والكذب، وأخذ مِن هشام بن الحكم أيضًا قوله بأن الألوان والطعوم والروائح والأصوات أجسامٌ، وبنى على هذه البدعة قوله بتداخل الأجسام في حيِّزٍ واحد، ودَوَّن مذاهبَ الثَّنَوية وبدعَ الفلاسفة وشُبَه الملحدة في دين الإسلام، وأُعْجِبَ بقول البراهمةِ بإبطال النبوَّات، ولم يجسر على إظهار هذا القول خوفًا مِن السيف، فأنكر إعجاز القرآن في نَظْمِه، وأنكر ما رُوِيَ في معجزات نبيِّنا صلى الله عليه وسلم مِن انشقاق القمر، وتسبيح الحصا في يده، ونبوع الماء مِن بين أصابعه = ليتوصَّل بإنكار معجزات نبيِّنا عليه السلام إلى إنكار نبوته. ثم إنَّه استثقلَ أحكامَ شريعةِ الإسلام في فروعها، ولم يجسر على إظهار دفعها، فأَبْطَل الطرقَ الدالة عليها، فأنكر لأجل ذلك حجةَ الإجماع وحجة القياس في الفروع الشرعية، وأنكر الحجة مِن الأخبار التي لا توجب العلم الضروري.

ثم إِنَّه عَلِمَ إجماعَ الصحابة على الاجتهاد في الفروع الشرعية فذكرهم بما يقرؤه غدًا في صحيفة مخازيه، وطعنَ في فتاوى أعلام الصحابة رضي الله عنهم، وجميعُ فرق الأمة مِن فريقي الرأي والحديث ـ مع الخوارج والشيعة والنجارية وأكثر المعتزلة ـ: مُتَّفِقُون على تكفير النَّظَّام، وإنَّما تَبِعَهُ في ضلالته شِرْذِمَةٌ مِن القدرية كالأسواري، وابن خابط، وفضل الحدثي، والجاحظ، مع مخالفة كلِّ واحدٍ منهم له في بعض ضلالاته وزيادة بعضهم عليه فيها، وإعجابُ هؤلاء النفر اليسير به كإعجاب الجُعْل بدُحْرُوجته[1]
وعلى درب هؤلاء الزنادقة المخذولين والمبتدعة الهالكين سار المستشرقون وأذيالهم في عصرنا وقبله، بل وعلى هذا سار بعض المنتسبين إلى الإسلام أمثال أبي رية في كتابه "أضواء على السنة النبوية" الذي "تلقَّفَ فيه كلَّ ما قاله الأقدمون والْمُحْدَثون مِن طعون في الأحاديث، ورجالها، وما قاله المستشرقون والمبشرون، وأذنابهم، وحرص أشد الحرص على أَنْ يُظهر السنة بمظهر الاختلاف، والتناقض، والتحريف والتبديل، والسذاجة والتخريف، وفي سبيل هذا الغرض زَيَّفَ الصحيح، وصحَّحَ الْمُخْتَلَق المكذوب[2]

"وقد حاول هؤلاء الأعداء أن يشككوا المسلمين في أساس دينهم وهو القرآن الكريم وذلك بالتشكيك في تواتره وإعجازه وسلامته من الاختلاف والتناقض وصلاحية أحكامه لكل عصرٍ ولكل بيئةٍ، وفي سبيل هذه الغاية اختلقوا الروايات وحرفوا معاني الآيات.
وكذلك حاولوا أن يشككوا المسلمين في الأصل الثاني وهو السنة النبوية وقد اتخذوا للوصول إلى هذه الغاية الدنيئة أساليب متعددة، فتارةً عن طريق التشكيك في ثبوتها، وأنها آحادية وليست متواترة.
وتارةً أخرى عن طريق اختلاق الروايات التي تُظْهِر الأحاديث بمظهر السطحية والسذاجة في التفكير ومخالفة الواقع المحسوس أو العقل الصريح أو النقل الصحيح أو التجربة المسلَّمَة إلى غير ذلك من الأساليب، وقد حمل لواء هذا التهجُّم من قديم (النَّظَّام)[3] ومَن على شاكلته من أعداء السنن النبوية...[4]
وعلى أهل الإسلام الآن استقراء هذا التاريخ الغابر للوقوف على طرائق أعدائهم ومكائدهم للإسلام والمسلمين، ليأخذوا حذرهم.
ويمكن لنا أن نقفَ على كثيرٍ مِن هذه الأساليب الملتوية، والمكائد البِدْعِيَّة، مِن خلال بعض الإشارات التي ذكرها الإمامُ عثمانُ بنُ سعيدٍ الدَّارِمِيُّ (ت280)[5]، وهو ينافح عن السُّنَّةِ والإسلام، ويرد على أحد المبتدعة مِن تلاميذ "بِشْرِ الشَّرِّ" المُسَمَّى بِشْر بن غِيَاثٍ الْمَرِيْسِيُّ (تُوفِّي 218 وقيل: 219[6]، وابنِ الثَّلْجِيّ[7]، وقد ردَّ الإمامُ الدارِميُّ على ثلاثتِهم ردًّا بليغًا، نصر الله به السُّنَّة، وقمع الله به البدعة، وكشف أبو سعيدٍ الدارميُّ رحمه الله؛ الكثيرَ مِن أساليب أهل البدع وطُرُقهم في محاربة الإسلام والكيد للسُّنَّة وأهلها، فمرَّة يذكرون الدليل ويعترفون بصحته وتثبيته ثم يتأَوَّلونه بالمحال مِن التأويلات التي لا يعرفها أهل العلم ولا تجري على سَنَن لغة العَرب، ومرةً يُشكِّكون في صِحَّةِ النَّقْل ويطعنون في النَّقَلَةِ؛ بل يصل بهم الحال إلى الطعن في بعض الصحابةِ والتعدِّي على مقامهم رضي الله عنهم، وأهل البدعة والزَّنَدقة في كل ذلك تتناقض أقوالهم وأفعالهم، لحرصهم على تحقيق ما يشتهون ويرغبون فيه مِن الكيد للدين، فما يصحِّحونه في مكانٍ يضعِّفونه في آخر، وما يقبلونه في مكانٍ يردُّونه في آخر، أضف إلى ذلك أَنَّ بعضَ أفكارِهم قد سَمِعَها الدَّارميُّ (رحمه الله) مِن العجم واليهود! وقد كان والد المَرِيسيِّ يهوديًّا، فهل انتقلَ بِشْرٌ للإسلام بأفكاره وطموحاته وأطروحاته اليهودية عَنْ عمْدٍ؟ أم أنَّ المسألة مجرَّد واقعةَ عينٍ غير مقصودة؟ وما السِّرّ وراء تبوء المريسي هذه المنزلة الكبيرة، وإثارته هذه الضجَّة إِنْ كان الرجل لا يملك تاريخًا ولا نَسَبًا قديمًا في الإسلام؟.
ولنترك بعض عبارات الإمامِ الدارمِيِّ (رحمه الله) تتحدث بنفسها عن ضلالات هذا المَرِيسيِّ وصاحبه ابن الثَّلْجِيِّ وتلميذهما الجهميِّ، وتكشف زَيْغَ هؤلاء الثلاثةِ؛
· مخالفة إجماع المسلمين، والتأويلات المقلوبة؛ بل المحالة:
وقد وصفَ الإمامُ الدارميُّ بِشْرَ بنَ غِيَاثٍ المَرِيسيَّ بـ: "المريسي الضال، الذي خرج بتأويله هذا مِن جميع لغات العرب والعجم،... وما أحسب هذا المريسي إلا وهو على يقينٍ مِن نفسه؛ أنها تأويل ضلال، ودعوى محال؛ غير أنَّه مكذِّب الأصل، مُتَلَطِّف لتكذيبه بمحال التأويل، كيلا يفطن لتكذيبه أهل الجهل، ولئن كان أهل الجهل في غَلَطٍ مِن أمره؛ إِنَّ أهل العلم منه لعلى يقين، فلا يظُنَّنَّ المنسلخُ مِن دين الله أنه يُغالط بتأويله هذا إلا مَن قد أَضَلَّهُ الله، وجعل على قلبه وبصره وسمعه غشاوة [7]
ويشير الدارمي إلى مخالفة القوم للكتاب والسنة وما مضى عليه الصحابة والتابعون وأئمة الدين، فيقول الدارمي بعد كلامٍ له: "وإنما جئتُ بهذه الأخبار كلها ليعلم الناس أنَّ القومَ مخالفون لما قاله الله ورسوله [صلى الله عليه وسلم] وما مضى عليه الصحابة والتابعون، وأنهم في ذلك على غير سبيل المؤمنين ومَحَجَّةِ الصادقين[8]
وقال الدارميُّ: "فمن يلتفت بعد هذا إلى تأويل هذا المريسي ويدع تأويل هؤلاء الأئمة؟[9]
وقال له الدارمي: "قد عَلِمْتَ أيها المريسي أنَّ هذه تفاسير مقلوبة، خارجة مِن كلِّ معقولٍ لا يقبله إلا كلّ جهول"[10]
وقال له: "فإلى هذا المعنى تقصد...، وقد سَمِعْنَاهُ مِن بعضِ خُطبائكم، مغالطين بمثل هذه الحجج، أَنْبَاط كُوثا أو بطاطا[11] أو يهود الحيرة أهل ملة أبيك وجيرانه؛ فقد سمعتُ أبا هشام الرِّفَاعي يذكُر أنَّه سَمِعَ أبا نُعَيْمٍ يقول: إِنَّه رأى أباكَ يهوديًّا صَبَّاغًا بالحِيَرَة"[12]

· تفريق المجتمع وجَمْع المفترق، وتخصيص العام وتعميم الخاص:
ويكشف الدارمي عن مسلكٍ دقيقٍ للمخالفين، حين يعمدون إلى نصوصٍ شرعيَّةٍ مجتمعة فيفرقون بينها، ويجمعون بين أخرى مفترقة، أو يُعمِّمون الخاص، ويخصصون العام؛ ليتسنى لهم الخروج بمعانٍ جديدةٍ غير مقصودة مِن السياق، فيقول الدارمي في ردِّه على بِشْرٍ الشَّرِّ: "لقد مَيَّزْتَ بين ما جَمَعَ الله، وجَمَعْتَ بين ما مَيَّزَ الله، ولا يجمع بين هذين في التأويل إلا كل جاهل بالكتاب والسنة؛ لأنَّ تأويل كل واحدٍ منهما مقرونٌ به في سياق القراءة لا يجهله إلا مثلك"[14]
وقال له: "والقرآن عربيٌّ مُبِين، تُصرف معانيه إلى أشهر ما تعرفه العرب في لغاتها وأَعَمِّها عندهم، فإِنَّ تأَوَّلَ مُتَأَوِّل مثلك جاهل؛ في شيء منه خصوصًا، أو صَرَفه إلى مَعْنًى بعيدٍ عن العموم بلا أَثَرٍ = فعليه البينة على دعواه، وإلا فهو على العموم أبدًا كما قال الله تعالى[15]

· قلةُ أمانة القوم واتهامهم في النَّقْل:
ويكشف الدارمي عن قلة أمانة القوم واتهامهم في النَّقْل؛ عندما يقول لبِشْرٍ: "ولو لم يأتِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وعن أصحابه رضي الله عنهم؛ فيه أَثَر = لم تكُن مِمَّن يُعْتَمد على تفسيرك؛ لِمَا أَنَّك فيه ظنين غير أمين"[16]
وقال له: "ومع روايتك هذه عن ابن عباس دلائل وشواهد أيضًا باطل؛ إحداها: أنك أنت رويتها وأنتَ المتهم في توحيد الله، والثانية: أنك رويتَهُ عن بعض أصحابك غير مُسَمًّى وأصحابك مثلك في الظِّنَّة والتهمة، والثالث: أنه عن الكلبي وقد أجمع أهل العلم بالأثر على أنْ لا يحتجوا بالكلبي في أَدْنى حلال ولا حرام؛ فكيف في تفسير توحيد الله وتفسير كتابه؟ وكذلك أبو صالح"[17]

· إبطال الصحيح روايةً بالتأويل الفاسد والتفسير السَّمج:
ويعود الدارمي فيوضِّح كيف يعمد القوم إلى الصحيح فيبطلونه بتأويلاتهم، ويخرجونه عن مقصوده؛ فقال الدارمي: "ثم انتدب المريسي الضال لرد ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،.... فأقَرَّ الجاهلُ بالحديث وصحَّحَه وثَبَّتَ روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تَلَطَّفَ لرَدِّه وإبطاله بأقبح تأويلٍ، وأَسْمَجِ تفسيرٍ، ولو قد رَدَّ الحديث أصلًا كان أَعْذَر له مِن تفاسيره هذه المقلوبة، التي لا يُوافقه عليها أحدٌ مِن أهل العلم؛ ولا مِن أهلِ العربية"[18]
وقال الدارمي: "فيقال لك أيها المريسي: أَقْرَرْتَ بالحديثِ وثَبَّتَهُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأَخَذَ الحديث بحلقك؛ لِمَا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قَرَنَ التفسير بالحديث، فأَوْضَحَهُ ولَخَّصَهُ، لِجَمْعِها جميعًا في إسنادٍ واحدٍ، حتى لم يَدَع لِمُتَأَوِّلٍ فيه مقالًأ"[19]


المركز العربي للدراسات والأبحاث"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· باحث وداعية إسلامي مصري.
([1]) "الفرق بين الفِرَق" لأبي منصور البغدادي (ت 429) (ص/131، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا -بيروت، لبنان، 1416، الموافق1995م). وقد كشف البغدادي عن كثيرٍ مِن فضائح النَّظَّام، فليراجعها مَن أرادها.
([2]) تضمين من كتاب "دفاع عن السنة" د.محمد أبو شهبة (ص/9، ط: مكتبة السنة، الطبعة الأولى)، ويراجع في الرد على كتاب أبي رية أيضًا: "الأضواء الكاشفة" للعلامة المعلمي اليماني رحمة الله عليه.
([3]) قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/541): "النَّظَّامُ أبو إسحاق إبراهيم بن سَيَّارٍ، شيخ المعتزلة، صاحب التصانيف،... مولى آل الحارث بن عَبَّادٍ، الضُّبَعِيُّ، البصري، المُتَكَلِّمُ، تكلم في القَدَرِ، وانفرد بمسائل، وهو شيخ الجاحِظِ، وكان يقول: إنَّ الله لا يقدر على الظلم ولا الشَّر، ولو كان قادرًا لَكُنَّا لاَ نَأْمَنُ وَقْعَ ذلك، وإِنَّ الناسَ يقدرون على الظلم، وصرَّح بأنَّ الله لا يقدرُ على إخراج أحدٍ مِن جهنم، وأنه ليس يَقْدِرُ على أَصْلَحَ مِمَّا خَلَقَ. قلتُ: القرآنُ والعقل الصحيح يُكَذِّبَانِ هؤلاء، وَيَزْجُرَانِهِم عن القول بلا عِلْمٍ، ولم يكن النَّظَّامُ مِمَّن نفعَهُ العلمُ والفَهْمُ، وقد كَفَّرَهُ جماعةٌ، وقال بعضُهم: كان النَّظَّامُ على دِيْنِ البَرَاهِمَةِ المُنْكِرِيْنَ للنبوةِ والبَعْث ويُخْفِي ذلك.... وردَ أنَّهُ سقط مِن غُرفة وهو سَكْرَانُ، فمات في خلافة المُعْتَصِمِ أو الوَاثِقِ، سنة بضعٍ وعشرين ومائتين. وكان في هذا الوقت: العلامةُ المُتَكَلِّمُ أَحَدُ مشايخِ الجَهْمِيَّةِ إبراهيمُ
ابن الحافظِ إسماعيلَ ابنِ عُلَيَّةَ البَصْرِيُّ".
([4]) تضمين من كلام د.أبي شهبة في مقدمة كتابه السابق (ص/7).
([5]) وصفه الذهبي رحمه الله في صَدْر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (13/319) بـ "الإمام، العلامة، الحافظ، النَّاقدِ، شيخ تلك الديار، أبو سعيدٍ، التَّمِيْمِيُّ، الدَّارِمِيُّ، السِّجِسْتَانِيُّ، صاحب المُسْنَدِ الكَبِيْرِ وَالتَّصَانِيْفِ" أهـ.
وذَكَرَهُ العلامة المُعَلِّمي في كتابه "التنكيل" (2/572) فقال رحمه الله: "كان الدارمي من أئمة السنة الذين يصدقون الله تعالى في كلِّ ما أَخْبَرَ به عن نفسِه، ويصدقون رسوله [صلى الله عليه وسلم] في كلِّ ما أخبر به عن رَبِّه" أهـ.
([6]) له ترجمة في "تاريخ مدينة السلام": بغداد، للخطيب البغدادي (7/531)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (10/199)، "ميزان الاعتدال" (1/332)، "البداية والنهاية" لابن كثير (14/233)، و"لسان الميزان" لابن حجر (2/306)، "الأعلام" للزركلي (2/55).
وقال الخطيب البغدادي في صَدْر ترجمته: "وبشر من أصحاب الراي أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي إلا أنه اشتغل بالكلام وجرد القول بخلق القرآن وحكى عنه أقوال شنيعة ومذاهب مستنكرة أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها وكفره أكثرهم لأجلها".
ونقل الخطيب وغيره عن الإمام أحمد بن عبد الله العجلي قوله: "رأيتُ بِشْرَ المَرِيسيَّ عليه لعنة الله مَرَّةً واحدةً شيخًا قصيرًا، دميمَ المنظرِ، وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شيءٍ باليهود، وكان أبوه يهوديًّا صبَّاغًا بالكوفة في سوق المراضع، ثم قال [العجلي]: لا يرحمه الله ولقد كان فاسقًا".
وفي "سير أعلام النبلاء": "وقال المَرُّوْذِيُّ: سمعتُ أبا عبد الله -وذَكَرَ المَرِيْسِيَّ - فقالَ: كان أبوهُ يهوديًّا؛ أَيَّ شيءٍ تُرَاهُ يَكُوْنُ؟!" أهـ.
قال الذهبي في "السِّيَر": "فهو بِشْرُ الشَّرِّ، وبِشْرٌ الحَافِي: بِشْرُ الخَيْرِ، كما أَنَّ أحمدَ بن حنبلٍ: هو أحمدُ السُّنَّةِ، وأحمدَ بن أبي دُوَادَ: أحمدُ البدعةِ".
وذكرَ ابنُ كثيرٍ (رحمه الله) أَنَّ المَرِيْسيَّ "الْمُتَكَلِّم شَيْخُ الْمُعْتَزِلَةِ، وَأَحَدُ مَنْ أَضَلَّ الْمَأْمُونَ".
([7]) واسمه مُحمد بن شُجاع، له ترجمة في "الكامل" لابن عدي (7/550)، و"تاريخ مدينة السلام": بغداد، للخطيب (3/315)، و"تهذيب الكمال" للمِزِّيِّ (25/362)، و"ميزان الاعتدال" للذهبي (3/577)، وغيرها.
قال عنه الإمامُ زكريَّا بن يحيى السَّاجِيُّ: "كان كذَّابًا؛ احتال في إبطال الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وردِّه؛ نُصْرَةً لأبي حنيفةَ ورَأْيهِ".
واتَّهَمَهُ الإمامُ ابنُ عَدِيٍّ بوضع الحديث والعياذ بالله، وذَكَرَ له بعض هذه الأحاديث التي وضعَها، ثم قال ابنُ عَدِيٍّ: "مع أحاديث كثيرة وَضَعَها مِن هذا النحو، فلا يجب أنْ يُشْتَغَل به؛ لأنَّه ليس مِن أهل الرواية، حَمَلَهُ التَّعَصُّب على أنْ وضعَ أحاديثَ يَثْلِب أهلَ الأثر بذلك"أهـ. ولهم فيه أقوالٌ أخرى تركتُها اختصارًا، وتُنظر ترجمته في المصادر السابقة.
([8]) "ردُّ الإمام الدارميِّ عثمان بن سعيد على بِشْر المَرِيسيِّ العنيد" (ص/33، صحَّحه وعلَّق عليه: الشيخ محمد حامد (رحمه الله) نشرته دار الكتب العلمية، بيروت).
([9]) السابق (ص/38).
([10]) السابق (ص/38).
([11]) السابق (ص/39).
([12]) في النشرة التي بتحقيق الدكتور رشيد بن حسن الألمعي (1/311، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، السعودية، الطبعة الأولى1418، الموافق 1998م): "أبطاطا"، وهذه كلها أسماء بلدان قديمة، يريد الدارميُّ (رحمه الله) أَنَّ ما يقوله المريسيُّ الضالُّ قد سَمِعَهُ الدَّارِميُّ (رحمه الله) مِن العجم في بلدتي كُوثى وأبطاطا كما سَمِعَهُ مِن يهود الحيرة، وهذا ظِلٌّ آخر للقضية، يُفْهم مِنه أَنَّ هذا المريسي قد نقل أفكار اليهود والعجم ونشرها بين المسلمين!.
([13]) السابق (ص/46).
([14]) السابق (ص/50).
([15]) السابق (ص/52).
([16]) السابق (ص/52).
([17]) السابق (ص/54).
([18]) السابق (ص/55).
([19]) السابق (ص/56).
"منقول طريق الاسلام"

0 التعليقات:

قصيدة أبي عمران الأندلسي في مدح أم المؤمنين عائشة

0
ما شأن أم المؤمنين وشاني
هُدِيَ المُحبُّ لها وضل الشاني
إني أقول مبيناً عن فضلها
ومترجماً عن قولها بلساني:
يا مبغضي لا تأت قبر محمد
فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خصصت على نساء محمد
بصفات بر تحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها
فالسبق سبقي والعنان عناني
مرض النبي ومات بين ترائبي
فاليوم يومي والزمان زماني
زوجي رسول الله لم أرَ غيره
الله زوجني به و حباني
وأتاه جبريل الكريم بصورتي
وأحبني المختار حين رآني
أنا بكره العذراء عندي سره
وضجيعه في منزلي قمران
وتكلم الله العظيم بحجتي
وبراءتي في محكم القرآن
والله خفَّرني وعظم حرمتي
وعلى لسان نبيه برَّاني
والله في القرآن قد لعن الذي
بعد البراءة بالقبيح رماني
والله وبَّخ من أراد تنقصي
إفكاً , وسبح نفسه في شاني
إني لمحصنة الإزار بريئة
ودليل حسن طهارتي إحصاني
والله أحصنني بخاتم رُسله
وأذل أهل الإفك والبهتان
وسمعت وحي الله عند محمد
من جبرئيل ونوره يغشاني
أوحي إليه وكنت تحت ثيابه
فحنا عليَّ بثوبه خباني
من ذا يفاخرني وينكر صحبتي
ومحمد في حجره رباني
وأخذت عن أبويَّ دين محمد
وهما على الإسلام مصطحبان
وأبي أقام الدين بعد محمد
فالنصل نصلي والسنان سناني
والفخر فخري، والخلافة في أبي
حسبي بهذا مفخراً وكفاني
وأنا ابنة الصديق صاحب أحمد
وحبيبه في السر والإعلان
نصر النبي بماله وفعاله
وخروجه معه من الأوطان
ثانيه في الغار الذي سَد الكوى
بردائه ,أكرم به من ثاني
وجفا الغنى حتى تخلل بالعبا
زاهداً وأذعن أيما إذعان
وتخللت معه ملائكة السما
وأتته بشرى الله بالرضوان
وهو الذي لم يخش لومة لائم
في قتل أهل البغي و العداون
قتل الأُولى منعوا الزكاة بكفرهم
وأذل أهل الكفر والطغيان
سبق الصحابة والقرابة للهدى
هو شيخهم في الفضل والإحسان
والله ما استبقوا لنيل فضيلة
مثل استباق الخيل يوم رهان
إلا و طار أبي إلى عليائها
فمكانه منها أجل مكان
ويل لعبد خان آل محمد
بعداوة الأزواج والأختان
طوبى لمن والى جماعة صحبه
ويكون من أحبابه الحسنان
حب البتول وبعلها لم يختلف
من ملة الإسلام فيه اثنان
أكرم بأربعة أئمة شرعنا
فهم لبيت الدين الأركان
بين الصحابة والقرابة ألفة
لا تستحيل بنزعة الشيطان
نسجت مودتهم سدى لحمه
فبناؤها من أثبت البنيان
رحماء بينهم صفت أخلاقهم
وخلت قلوبهم من الشنآن
هم كالأصابع في اليدين تواصلاً
هل يستوي كف بغير بنان
الله ألَّف بين ود قلوبهم
ليغيظ كل منافق طعان
فدخولهم بين الأحبة كلفة
وسبابهم سببٌ إلى الحرمان
حصرت صدور الكافرين بوالدي
وقلوبهم ملئت من الأضغان
وإذا أراد اللهُ نُصرة عبده
من ذا يطيق له على الخذلان
جمع الإله المسلمين على أبي
واستبدلوا من خوفهم بأمان
من حبني فليجتنب من سَبني
إن كان صان محبتي ورعاني
و إذا محبي قد ألفظَّ بمبغضي
فكلاهما في البغض مستويان
إني لطيبة خلقت لطيب
ونساء أحمد أطيب النسوان
إني لأم المؤمنين فمن أبى
حُبي فسوف يبوءُ بالخسران
الله حببني لقلب نبيه
وإلى الصراط المستقيم هداني
والله يكرم من أراد كرامتي
ويهين ربي من أراد هواني
والله أسأله زيادة فضله
وحمدته شكراً لما أولاني
يا من يلوذ بأهل بيت محمد
يرجو بذلك رحمة الرحمن
صل أمهات المؤمنين ولا تحد
عنا فتسلب حلة الإيمان
إني لصادقة المقال كريمةٌ
إي والذي ذلت له الثقلان
خذها إليك فإنما هي روضةٌ
محفوفة بالروح والريحان
صلى الإله على النبي وآله
فبهم تتم أزاهر البـــــــــــــــــــــــــــــــــستان

"منقول اسلام ويب"

0 التعليقات: