تردد القنوات الاسلامية

0

0 التعليقات:

لا تقل: إني شاب!!!

0

الشيخ علي الطنطاوي

هل رأى أحد منكم يوماً جنازة؟ هل تعرفون رجلاً كان إذا مشى رج الأرض، وإن تكلم ملأ الأسماع، وإن غضب راع القلوب، جاءت عليه لحظة فإذا هو جسد بلا روح، و إذا هو لا يدفع عن نفسه ذبابة، و لا يمتنع من جرو كلب؟!!!
هل سمعتم بفتاة كانت فتنة القلب و بهجة النظر، تفيض بالجمال والشباب، و تنثر السحر والفتون، تبذل الأموال في قبلة من شفتيها المطبقتين كزر ورد أحمر، و تراق الكبرياء على ساقيها القائمتين كعمودين من المرمر، جاءت عليها لحظة فإذا هي قد آلت إلى النتن والبلى، ورتع الدود في هذا الجسد الذي كان قبلة عُبّاد الجمال، وأكل ذلك الثغر الذي كانت القبلة منه تُشترى بكنوز الأموال ؟!!
هل قرأتم في كتب التاريخ عن جبارٍ كانت ترتجف من خوفه قلوب الأبطال، ويرتاع من هيبته فحول الرجال، لا يجسر أحد على رفع النظر إليه، أو تأمل بياض عينيه، قوله إن قال شرع، و أمره إن أمر قضاء، صار جسده تراباً تطؤه الأقدام، و صار قبره ملعباً للأطفال، أو مثابة ( لقضاء الحاجات) ؟!!!.
هل مررتم على هذه الأماكن، التي فيها النباتات الصغيرة، تقوم عليها شواهد من الحجر، تلك التي يقال لها المقابر ؟!!.
فلماذا لا تصدقون بعد هذا كله، أنّ في الدنيا موتاً ؟!. لماذا تقرؤون المواعظ، و تسمعون النذر فتظنون أنها لغيركم؟ وترون الجنائز وتمشون فيها فتتحدثون حديث الدنيا، وتفتحون سير الأمال والأماني .. كأنكم لن تموتوا كما مات هؤلاء الذين تمشون في جنائزهم، وكأن هؤلاء الأموات ما كانوا يوماً أحياء مثلكم، في قلوبهم آمال أكبر من آمالكم، ومطامع أبعد من مطامعكم ؟.
لماذا يطغى بسلطانه صاحب السلطان، ويتكبر ويتجبر يحسب أنها تدوم له؟ إنها لا تدوم الدنيا لأحد، ولو دامت لأحد قبله ما وصلت إليه. ولقد وطئ ظهرَ الأرض من هم أشد بطشاً، وأقوى قوة، وأعظم سلطاناً؟ فما هي ... حتى واراهم بطنها فنسي الناس أسماءهم !.
يغتر بغناه الغني، و بقوته القوي، وبشبابه الشاب، وبصحته الصحيح، يظن أن ذلك يبقى له... و هيهات..!
و هل في الوجود شيء لا يدركه الموت ؟! البناء العظيم يأتي عليه يوم يتخرب فيه، ويرجع تراباً، والدوحة الباسقة يأتي عليها يوم تيبس فيه، وتعود حطباً، والأسد الكاسر يأتي عليه يوم يأكل فيه من لحمه الكلابُ، وسيأتي على الدنيا يوم تغدو فيه الجبال هباءً، وتشقق السماء، و تنفجر الكواكب، و يفنى كل شيء إلا وجهه. 
يوم ينادي المنادي: {لمن الملك اليوم} 
فيجيب المجيب: {لله الواحد القهار}
لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت. فاذكروا الموت لتستعينوا بذكره على مطامع نفوسكم، وقسوة قلوبكم، اذكروه لتكونوا أرق قلباً وأكرم يداً، وأقبل للموعظة، وأدنى إلى الإيمان، اذكروه لتستعدوا له، فإنّ الدنيا كفندق نزلت فيه، أنت في كل لحظة مدعو للسفر، لا تدري متى تدعى، فإذا كنت مستعداً: حقائبك مغلقة وأشياؤك مربوطة لبيت وسرت، وإن كانت ثيابك مفرقة، وحقائبك مفتوحة، ذهبت بلا زاد ولا ثياب، فاستعدوا للموت بالتوبة التي تصفي حسابكم مع الله، و أداء الحقوق، ودفع المظالم، لتصفوا حسابكم مع الناس.
و لا تقل أنا شاب... و لا تقل أنا عظيم... و لا تقل أنا غني....
فإن ملك الموت إن جاء بمهمته لا يعرف شاباً ولا شيخاً، ولا عظيما ولا حقيراً ولا غنياً ولا فقيراً ..
و لا تدري متى يطرق بابك بمهمته ....!!

0 التعليقات:

انشودة للراحل الشيخ ابن باز رحمة الله

0

0 التعليقات:

قراءة التاريخ ... لماذا ؟

0

أ. د. جمال عبدالهادي

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين .
ماهو التاريخ ؟التاريخ لغة هو الإعلام بالوقت ، واصطلاحا : اختلفت عبارات العلماء المسلمين في تحديد تعريف له ولعل ذلك راجع إلى سعة الموضوعات التي تدخل في مفهوم التاريخ. 
قال خليفة بن خياط "هذا كتاب التاريخ . وبالتاريخ عرف الناس أمر حجهم وصومهم وانقضاء عِدَدْ نسائهم ومَحِلّ ديونهم .
وقال عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته : إن التاريخ - في ظاهره - لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى . تنمو فيها الأقوال ، وتضرب فيها الأمثال ، وتطرف بها الأندية إذا غّصها الاحتفال . وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال ، واتسع للدول فيها النطاق والمجال . وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال ، وحان منهم الزوال ، وفي باطنه نظرٌ وتحقيق وتعليل للكائنات ومباديها دقيق ، وعِلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق ، فهو لذلك أصيل في الحكمة وعريق ، وجدير بأن يعد في علومها وخليق .
لقد نظر ابن خلدون إلى علل الحوادث وأسبابها ، وحاول اكتشاف السنن التي تنتظمها ، وأكد على بداية الحوادث وقيام الدول وتعليل سقوطها .
كما عّرف المؤرخ الحافظ محمد بن عبدالرحمن السخاوي التاريخ بقوله :
هو التعريف بالوقت الذي تُضبط به الأحوال ، من مولد الرواة والأئمة ووفاة وصحة ، وعقل وبدن ، ورحلة وحج ، وحفظ وضبط ، وتوثيق وتجريح ، وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم ، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة من ظهور ملحمة ، وتجديد فرض وخليفة ووزير وغزوة وملحمة وحرب وفتح بلد ، وربما يتوسع فيه لبدء الخلق وقصص الأنبياء وغير ذلك من أمور الأمم وأحوال القيامة ومقدماتها (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ) .
إلى أن قال : والحاصل أن التاريخ فن يبحث فيه عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت بل عما كان في العالم" .
 وقال : "أما موضوعه فالإنسان والزمان"
في العصر الحديث عّرف سيد قطب بغاية التاريخ فقال :
التاريخ ليس هو الحوادث إنما هو تفسير هذه الحوادث ، واهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع بين شتاتها ، وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات ، متفاعلة الجزئيات ، ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان .
فالحاصل كما يقول محمد بن صامل السلمي : إن التاريخ علم نظري إنساني ، يبحث فيه عن حوادث الزمان من حيث التعيين والتوقيت والتفسير والتعليل . ويشمل جانبين هما :
    1. نقل الحدث بالرواية أو المشاهدة .
    2. تعليل الحدث .
والتاريخ فرع من فروع العلم ، وقد صنفه العلماء الذين كتبوا في مراتب العلوم ضمن العلوم التي تخدم الشريعة الإسلامية .
قال سفيان الثوري : "لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ." ولذلك اعتنى كبار المحدثين مثل البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وابن زرعة وأبي حاتم والترمذي بجوانب من علم التاريخ ، وصنفوا كتباً في ذلك .
ما دام علم التاريخ بهذه المنزلة من عناية العلماء به ، وخدمته للشريعة الإسلامية فإنه ينبغي على دارسه أن يتحرى الإفادة منه ، وأن يتلقى تعليمه على منهاج سليم (المنهج الإسلامي للدراسات التاريخية).
ولقد ازدادت أهمية التاريخ في العصر الحديث ، واستخدامه كأداة لتوجيه الشعوب وتربيتها ، كما استعان به أصحاب المذاهب الفكرية في فلسفة مذاهبهم وتأييدها ومحاولة إيجاد سند تاريخي لها . بل إن الإوروبيين ينظرون له نظرة تقديس وإجلال ، ويطلبون منه تفسير الوجود وتعليل النشأة الإنسانية .
ولما كان المرء المسلم لا يطلب العلم إلا لغاية وهدف يخدم دينه وعقيدته ، فلا بد أن يحدد ما هي الأهداف والثمرة المرجوة من دراسة التاريخ . وهل يكون ذلك لمجرد المعرفة أو التسلية ، أو حفظ الحكايات والأخبار أو إشباع رغبة وغريزة حب الاستطلاع .
إن دراسة التاريخ بوجه عام _ وتاريخ الأمة المسلمة على وجه الخصوص - لا ينبغي أن يكتفى في دراسته بتحقيق هذه الرغبات والحاجات القريبة  ، لأنه علم أجلّ من أن ينظر له هذه النظرة .
ثمرات دراسة التاريخإن لدراسة التاريخ ثمرات وفوائد متعددة :
    1. الأهداف التربوية (ولها تفصيل) .
    2. معرفة السنن الربانية .
وأنواع السنن : سنن خارقة وسنن جارية .
نماذج من السنن الجارية :    أ. سوء عاقبة المكذبين .
    ب. أن البشر يتحملون مسؤوليتهم في الرقي والانحطاط .
    ج. مداولة الأيام بين الناس .
    د. زوال الأمم بانتشار الترف والفساد .
    هـ . هلاك الأمم بتفشي الظلم وترك العدل .
    و. انهيار الأمم وزوالها له أجل .
    ز. استحقاق المؤمنين لنصر الله .
    ح. الابتلاء للمؤمنين سنة جارية (وللإنسان على وجه العموم كذلك) .
    ط. سنة التدافع أو الصراع بين الحق والباطل .
3. التعرف على معالم تاريخ الإنسانية ومنها :
      أ. معرفة تاريخ الأنبياء عليهم السلام (منهج الأنبياء في مواجهة تحديات العصر) .
    ب. التعرف على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (منهجه في مواجهة تحديات العصر) .
    ج. التعرف على تاريخ الخلفاء الراشدين (منهجهم في مواجهة التحديات) .
    د. الاطلاع على سير العلماء والمجاهدين والمصلحين (دورهم في مواجهة التحديات) .
    هـ . التعرف على تاريخ دول الإسلام : الأموية والعباسية والعثمانية وعلاقتهم بالدول الأخرى وتاريخ الإنسانية .
    ز. معرفة أثر الإسلام في حياة البشرية .
4 . تأكيد جملة من الحقائق الهامة في حياة البشرية وهي :      أ. أن توحيد الله عز وجل وإفراده وحده بالعبادة ، أول ما عرفت البشرية .
    ب. أن الإنسان مستخلف في هذا الكون لغاية .
    ج. أن الإنسان خلق خلقاً سوياً من أول لحظة .
    د. إن الإنسان بحاجة دائمة إلى من يذكره .
    هـ . أن الأمة المسلمة هي صاحبة الدور المؤثر في حياة البشرية .
    5. ومن ثمرات دراسة التاريخ الصبر على المشاق .
    6. لدراسة التاريخ قيمة مادية نفعية .
    7. ويعطي حصانة ضد الخرافات والبدع .
    8. ولدراسة التاريخ فضائل أخلاقية .
    9. ودراسة التاريخ تساعد على فهم الحاضر .
    10. وتمكن من معرفة القرون الفاضلة .
    والأدلة على ذلك كثيرة ، ولكن المقام قد لا يسمح بذلك ، ومع هذا لا بد من التفصيل في موضع آخر إن شاء الله
منقول

0 التعليقات:

عقيدة أهل السنة والجماعة 2

0

• الإيمان:
1ـ الإيمان قول، وعمل، يزيد، وينقص، فهو: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. فقول القلب: اعتقاده وتصديقه، وقول اللسان: إقراره. وعمل القلب: تسليمه وإخلاصه، وإذعانه، وحبه وإرادته للأعمال الصالحة.
وعمل الجوارح: فعل المأمورات، وترك المنهيات.
2ـ مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان، وفي الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة وإن عذِّب منهم بالنار من عذب، ولا يخلد أحد منهم فيها قط.
3ـ لا يجوز القطع لمعيَّن من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه.
4ـ الكفر من الألفاظ الشرعية وهو قسمان: أكبر مخرج من الملة، وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحيانًا بالكفر العملي.
5ـ التكفير من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبة في حق المعيَّن إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع. والتكفير من أخطر الأحكام فيجب التثبت والحذر من تكفير المسلم، ومراجعة العلماء الثقات في ذلك.
• القرآن والكلام:
القرآن كلام الله (حروفه ومعانيه) مُنزل غير مخلوق؛ منه بدأ؛ وإليه يعود، وهو معجز دال على صدق من جاء به صلى الله عليه وسلم، ومحفوظ إلى يوم القيامة.
• القدر:
من أركان الإيمان، الإيمان بالقدر خيره وشره، من الله تعالى، ويشمل:
1ـ الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه؛ (العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق)، وأنه تعالى لا رادّ لقضائه، ولا مُعقّب لحكمه.
2ـ هداية العباد وإضلالهم بيد الله، فمنهم من هداه الله فضلاً, ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً.
3ـ العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى، الذي لا خالق سواه، فالله خالقٌ لأفعال العباد، وهم فاعلون لها على الحقيقة.
4ـ إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، وإثبات الأسباب بمشيئة الله تعالى.
• الجماعة والإمامة:
1ـ الجماعة هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعون لهم بإحسان، المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة، وهم الفرقة الناجية.
2ـ وكل من التزم بمنهجهم فهو من الجماعة، وإن أخطأ في بعض الجزئيات.
3ـ لا يجوز التفرّق في الدين، ولا الفتنة بين المسلمين، ويجب ردّ ما اختلف فيه المسلمون إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح.
4ـ من خرج عن الجماعة وجب نصحه، ودعوته، ومجادلته بالتي هي أحسن، وإقامة الحجة عليه، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحق شرعاً.
5ـ إنما يجب حمل الناس على الجُمَل الثابتة بالكتاب والسنة، والإجماع، ولا يجوز امتحان عامة المسلمين بالأمور الدقيقة، والمعاني العميقة.
6ـ الأصل في جميع المسلمين سلامة القصد المعتقد، حتى يظهر خلاف ذلك، والأصل حمل كلامهم على المحمل الحسن، ومن ظهر عناده وسوء قصده فلا يجوز تكلّف التأويلات له.
7ـ الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة، أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم، ومن تغلّب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف، ومناصحته، وحرم الخروج عليه إلا إذا ظهر منه كفر بواح فيه من الله برهان, وكانت عند الخارجين القدرة على ذلك .
8ـ الصلاة والحج والجهاد واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا.
9ـ يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا، أو الحمية الجاهلية؛ وهو من أكبر الكبائر، وإنما يجوز قتال أهل البدعة والبغي، وأشباههم، إذا لم يمكن دفعهم بأقل من ذلك، وقد يجب بحسب المصلحة والحال.
10ـ الصحابة الكرام كلهم عدول، وهم أفضل هذه الأمة، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة، ومحبّتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، مع الكفّ عما شجر بينهم، وترك الخوض فيما يقدح في قدرهم.
وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهم الخلفاء الراشدون. وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتبيهم.
11ـ من الدين محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولّيهم، وتعظيم قدر أزواجه -أمهات المؤمنين- ومعرفة فضلهن، ومحبة أئمة السلف، وعلماء السنة والتابعين لهم بإحسان ومجانبة أهل البدع والأهواء.
12ـ الجهاد في سبيل الله ذروة سنامِ الإسلام، وهو ماضٍ إلى قيام الساعة.
13ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام, وأسباب حفظ جماعته، وهما يجبان بحسب الطاقة، والمصلحة معتبرة في ذلك.
أهم خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة:
• أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، وكما أن لهم منهجاً اعتقاديَّا فإن لهم أيضاً منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يحتاجه كل مسلم لأن منهجهم هو الإسلام الشامل الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم. وهم على تفاوت فيما بينهم، لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها:
1ـ الاهتمام بكتاب الله: حفظاً وتلاوة، وتفسيراً، والاهتمام بالحديث: معرفة وفهماً وتمييزاً لصحيحه من سقيمه، (لأنهما مصدرا التلقي)، مع إتباع العلم بالعمل.
2ـ الدخول في الدّين كله، والإيمان بالكتاب كله، فيؤمنون بنصوص الوعد، ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات، ونصوص التنزيه ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القُوّة والرحمة، وبين العمل مع الأخذ بالأسباب وبين الزهد.
3ـ الإتباع، وترك الابتداع، والإجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين.
4ـ الإقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة من الصحابة ومن سار على نهجهم، ومجانبة من خالف سبيلهم.
5ـ التوسط: فَهُمْ في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المُفرطين والمفرِطين.
6ـ الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحقّ وتوحيد صفوفهم على التوحيد والإتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.
7ـ ومن هنا لا يتميزون عن الأمة في أصول الدين باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون ولا يعادون، على رابطة سوى الإسلام والسنة.
8ـ يقومون بالدعوة إلى الله الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات وفي السلوك والأخلاق وفي كل أمور الحياة وبيان ما يحتاجه كل مسلم كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعاً. والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع، والجهاد وإحياء السنة، والعمل لتجديد الدين، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت أو إلى غير ما أنزل الله.
9ـ الإنصاف والعدل: فهم يراعون حق الله - تعالى - لا حقّ النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغلون في مُوالٍ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيَّا كان، ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون وقاعدتهم في ذلك: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا عصمة إلا للوحي وإجماع السلف.
10ـ يقبلون فيما بينهم تعدد الاجتهادات في بعض المسائل التي نقل عن السلف الصالح النزاع فيها دون أن يُضلل المخالف في هذه المسائل فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلّ وعلا ونبيهم صلى الله عليه وسلم.
11ـ يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها، ويعلمون أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد وتقليلها، حيث درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
12ـ أن لهم موقفًا من الفتن عامة: ففي الابتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الابتلاء.
وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان والسيف والسنان بحسب الحاجة والاستطاعة.
وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلا إذا تبين لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية فإنهم ينصرونه ويعينونه بما استطاعوا.
13ـ يرون أن أصحاب البدع متفاوتون قربًا وبعدًا عن السنة فيعامل كل بما يستحق ومن هنا انقسمت البدع إلى: بدع لا خلاف في عدم تكفير أصحابها مثل المرجئة والشيعة المفضلة، وبدع هناك خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل الخوارج والروافض، وبدع لا خلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل الجهمية المحضة.
14ـ يفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع عامة بالمعصية أو الفسق أو الكفر وبين الحكم على المعين حتى يبين له مجانبة قوله للسنة وذلك بإقامة الحجة وإزالة الشبهة.
15- ولا يجوزون تكفير أو تفسيق أو حتى تأثيم علماء المسلمين لاجتهاد خاطئ أو تأويل بعيد خاصة في المسائل المختلف فيها.
16ـ يفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته والمظهر لها والداعي إليها.
17ـ يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبين من عُلم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين وأهل الكتاب وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيراً من أهل البدع منافقون وزنادقة في الباطن.
18ـ يقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم، والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها وقمع البدع بما يوجبه الشرع من ضوابط.
19ـ يصلون الجمع والجماعات والأعياد خلف الإمام مستور الحال ما لم يظهر منه بدعة أو فجور فلا يردون بدعة ببدعة.
20ـ لا يُجٍوزون الصلاة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويُؤَثِّمون فاعلها إلا إذا قُصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله، أو شرّ منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها، ومن حُكِمَ بكفره فلا تصح الصلاة خلفه.
21ـ فِرقُ أهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا من كان منهم كافراً في الباطن.
22ـ والفرق الخارجة عن الإسلام كُفّار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين.
• ولأهل السنة والجماعة أيضاً منهج شامل في تزكية النفوس وتهذيبها، وإصلاح القلوب وتطهيرها، لأن القلب عليه مدار إصلاح الجسد كله وذلك بأمور منها:
1ـ إخلاص التوحيد لله تعالى والبعد عن الشرك والبدعة مما ينقص الإيمان أو ينقصه من أصله.
2ـ التعرف على الله جل وعلا بفهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها والعمل بمقتضياتها؛ لأنها تورث النفس الحب والخضوع والتعظيم والخشية والإنابة والإجلال لله تعالى .
3ـ طاعة الله ورسوله بأداء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الحج والعمرة وغير ذلك مما شرع الله تعالى.
4ـ اجتناب المحرمات والشبهات مع البعد عن المكروهات.
5ـ البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تحريم الطيبات والبعد عن سماع المعازف والغناء وغير ذلك.
6ـ يسيرون إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء ويعبدونه تعالى بالحب والخوف والرجاء.
• ومن أهم سماتهم: التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف، رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي.
ـ الإحسان والرّحمة وحسن الخُلق مع الناس كافةً فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم.
ـ النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ـ الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم، وكفّ الأذى عنهم.
ـ موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب.
• لا يعد من اجتهد في بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعاً ولا مفرطاً ما دام لا يخالف شيئاً من أصول أهل السنة والجماعة.
• كل من يعتقد بأصول أهل السنة والجماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة ولو وقع في بعض الأخطاء التي يُبدّع من خالف فيها.
منقوول

0 التعليقات:

عقيدة أهل السنة والجماعة 1

0

التعريف:
أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي صلى الله عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة، المجانبون لطرق أهل الضلال.
كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة», فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي»، حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره.
وقد سموا "أهل السنة" لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وسموا بالجماعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق «هم الجماعة». ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة, وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية.
أصول عقيدة أهل السنة والجماعة:
• هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي:
1ـ مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح.
2ـ كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحاداً.
3ـ المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.
4ـ أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين زاعما أنه منه.
5ـ التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.
6ـ العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيّاً بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.
7ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.
8ـ العصمة ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الإجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
9ـ الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة والفراسة الصادقة حق وهي كرامات ومبشرات - شرط موافقتها للشرع - أنها ليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع.
10ـ المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.
11ـ يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، ولا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس.
12ـ كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
• التوحيد العلمي الاعتقادي:
1ـ الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل؛ ولا تكييف؛ ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11]، مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلّت عليه.
2ـ الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً، وأما تفصيلاً، فبما صحّ به الدّليل من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف.
3ـ الإيمان بالكتب المنزلة جميعها، وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب إتباعه دون ما سبقه.
4ـ الإيمان بأنبياء الله، ورسله - صلوات الله وسلامه عليهم وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر.
5ـ الإيمان بانقطاع الوحي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كَفَر.
6ـ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.
7ـ الإيمان بالقدر، خيره وشره من الله تعالى، وذلك: بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء، فعال لما يريد.
8ـ الإيمان بما صحّ الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان، وغيرها دون تأويل شيء من ذلك.
9- الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم يوم القيامة؛ كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة.
10ـ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر حقّ، ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا.
11ـ كرامات الأولياء والصالحين حقّ، وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجاً، وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها.
12ـ المؤمنون كلّهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه.
• التوحيد الإرادي الطلبي (توحيد الألوهية):
1ـ الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته وهو رب العالمين، المستحق وحده لجميع أنواع العبادة.
2ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحبّ، ونحوها لغير الله تعالى شرك أكبر، أيًّا كان المقصود بذلك، ملكًا مُقرّبًاً، أو نبيًّا مرسلاً، أو عبدًا صالحًا، أو غيرهم.
3ـ من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبّ والخوف والرجاء جميعًا، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.
4ـ التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بالله تعالى حَكَمًا من الإيمان به ربًّا وإلهًا، فلا شريك له في حكمه وأمره .
وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتبديل شيء منها كفر، ومن زعم أن أحدًا يسعه الخروج عنها فقد كفر.
5ـ الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفرًا دون كفر.
فالأول: كتجويز الحكم بغير شرع الله، أو تفضيله على حكم الله، أو مساواته به، أو إحلال (القوانين الوضعية) بدلا عنه.
والثاني: العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله.
6ـ تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر، وإما ضلال، بحسب درجته.
7ـ لا يعلم الغيب إلا الله وحده، واعتقاد أنّ أحدًا غير الله يعلم الغيب كُفر، مع الإيمان بأن الله يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب.
8ـ اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة.
9ـ الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يُقرّب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة.
* والتوسل ثلاثة أنواع:
أ- مشروع: وهو التوسل إلى الله تعالى، بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح.
ب- بدعي: وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع، كالتوسل بذوات الأنبياء، والصالحين، أو جاههم، أو حقهم، أو حرمتهم، ونحو ذلك.
جـ- شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك.
10ـ البركة من الله تعالى، يَخْتَصُّ بعض خلقه بما يشاء منها، فلا تثبت في شيء إلا بدليل. وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته لزومه.
والتبرك من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل.
11- أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:
أ- مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكّر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم.
ب- بدعي: يُنافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتجصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشدّ الرّحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع.
جـ- شركيّ: ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر، كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك.
12ـ الوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الابتداع في الدين يجب سدّها، فإن كل محدثة في الدين بدعة, وكل بدعة ضلالة.
منقووول

0 التعليقات:

القدس عنواني للشاعر محمد أحمد إسماعيل

0

صلاح الدين يا أبـــــــت 
 يــــــزلـــزل في أركاني
 
فقدسي بيع من زمنٍ وقـدسـي كان عنواني
 
أبيت الليـــــل في ذلٍ وذل القـــدس سجاني
 
خليل الله يدعــونــي يــــــــحــرك في نيراني
 
قم أمحو عار نكبتــنا     وحـــــطـــــم لـيـل أوثان
 
قم أطلق فيه خالدنا    تعيـــــــنـك خيل عثمان
 
ونادي سيف حمزتنا  ترى في السيف أزماني
 
فسيف الله لن يغفو  وإن خذلـــــتك فرساني
أرى يوماً سيجمعنـا   عـلــى سيــــــفٍ وقرآن
 
أرى بيتاً ومئذنــــــةً   وتكــــــبــيـــــــرات أذان

0 التعليقات:

هل لكم قلوب ؟

0

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فسؤال نود أن يجيب عليه كل واحد منا وهو هل لنا قلوب؟!!

إن قلنا نعم فأين هي؟!!

والأقصى الأسير يستغيث ويستجير، وإخواننا يُقتّلون.. يُذبّحون.. يُشرّدون.. يُجوّعون.. يُحاصرون.. يُعتقلون.. يُأسرون.. يُجرحون!!

إن قلنا يحزننا ويؤلمنا ذلك فنحن كاذبون وأحزاننا زائفة؛ وتعال معي لتعلم صدق ما أقول..

إخواننا على أصوات الرصاص ينامون.. وعلى هدم بيوتهم يصحون.. وعلى انتهاك أعراضهم يتحسرون.. وعلى قتل أولادهم يبكون.. وللرصاص يستقبلون.. وللموت يعانقون.. وتحت وطأة الدبابات يُطحنون.. ومن الجوع يتألمون.. ومن العطش يعانون.. ومن القهر كل يوم يموتون.. ومن الظلم يستغيثون.. ومن الإذلال يصرخون.. ولكن أين السامعون؟!!

أين المسلمون ؟!!

أين أمة الألف مليون ؟!!

نائمون تائهون يشجبون يستنكرون ولليهود يستعطفون ولخطط أعدائهم ينفذون !!

أخية: لا تظن أن هذا وما يحدث سببه الحكام والقادة إنما سببه أنا وأنت.. تقول كيف ذلك ؟!!

أقول نحن بالكرة مشغولون.. وعليها عاكفون.. ولأخبارها منتظرون.. وبها عن الصلاة ساهون.. وفي السجود من أجلها داعون.. وفي مجالسنا عنها متحدثون.. ولمبارياتها مشتاقون.. وللدوري متطلعون.. وللكأس متحفزون.. وبلاعبيها مقتدون.. ومن أجل فرقها متنازعون.. ولأعلامها رافعون.. ومن أجلها ميّتون.. وعلى أنغام الموسيقى نائمون.. وعلى المسلسلات ساهرون.. وللأفلام متابعون.. وفي السينما بالمليون.. وللمسرحيات عاشقون.. وبالفنانين والممثلين معجبون.. وعن أحدث الأفلام سائلون.. ولأحدث الموضات لابسون.. وللأغاني مرددون.. ولكلام ربنا هاجرون!!.. ولأوقاتنا في قيل وقال مضيعون.. وبالملتزمين ساخرون.. ولدين الله مضيعون.. وللغرب محبون.. ثم نقول المشكلة في شارون!!

وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

أبناء إخواننا يقولون: يا رب انصرنا على اليهود.. وأبناؤنا يقلدون نجوم هوليود!!..
الشباب هناك يهتفون: يا رب لا نبالي في سبيل دينك أن نموت أو نعيش والشباب هنا يهتفون دراويش دراويش!!..
هناك يهتفون من سيقتل شارون؟!!.. ونحن هنا نهتف من سيربح المليون؟!!..
هناك يطلقون الآهات، آهات ألم ومعاناة ونحن هنا نطلق الآهات لضياع هدف في مباراة!!..

أخية: نصرخ ونستغيث متى نصر الله؟!!..

وكيف يأتي نصر الله ونحن على هذه الحال!!..

أخية: قال الله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }..

أخية: هل تخلّف وعد الله أم أنك لم تحقق الشرط؟!!..
أخية: إني سائلك فاصدق نفسك قبل أن تصدقني..

هل حافظت على صلاة الفجر في جماعة ثم تخلّف النصر؟!!..
هل حافظت على الصلوات في جماعة ثم تخلف النصر؟!!..
هل قمت إلى الصلاة وتركت المباراة ثم تخلف النصر؟!!..
هل فتحت كتاب الله فقرأته وعلمته ثم تخلف النصر؟!!..
هل تركت سماع الأغاني والأفلام ثم تخلف النصر؟!!..
هل جعلت قدوتك عمر و صلاح الدين ثم تخلف النصر؟!!..
هل جعلت همك نصرة الإسلام والمسلمين ثم تخلف النصر؟!!..
هل قمت في السحر فدعوت الله لإخوانك ثم تخلف النصر؟!!..
هل قهرت اليهود في بيتك فلم تخرج بنتك أو أختك أو امرأتك متبرجة وأخرجتها بالحجاب الشرعي ثم تخلف النصر؟!!..
هل قاطعت السلع والأغذية اليهودية ثم تخلف النصر؟!!..
هل وهل وهل وغيرها كثير فهل فعلت أم أنك تخاذلت؟!!..

أخية: نهتف ونقول نريد أن نحرر الأقصى ونريد نصرة المسلمين..
أخية: إننا قبل أن نحرر الأقصى لابد أن نحرر نفوسنا وقلوبنا فالطريق يبدأ من هنا..

لابد أن تبدأ من الآن في مراجعة نفسك وإعدادها وتقويمها على الجادة..

أخية: اخلع ثوب التخاذل والتواني والكسل والبس ثوب الجد والعمل..

أخية: أنت من أبناء خير أمة فأعلِ همتك وقوِّ عزيمتك وانتفض انتفاضة الأسد الجريح، وقل لنفسك للجد معي عمل وللنصر في قلبي أمل وأنا للخَطْبِ الجلل..

أخية: بادر بنصر الله في نفسك وبيتك أولاً ينصرك الله ويحفظك..

أخية: كن ذا نفس أبيّة وهمة قويّة واجعل لنفسك هدفاً في الدنيا الدنيّة..

أخية: إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر!!..

أخية: صدق القائل يا له من دين لو أن له رجالاً فهل أنت من الرجال؟!!..
المال مقْتَسَمٌ والعِرْضُ منتهكٌ
 
والقَدْرُ مُحتَقَرٌ والدم طوفان
لا راية لبني الإسلام ظاهرة
 
إذا تداعى خنازير وصُلبان
أين الجيوش التي تزهو بقوّتها
 
كأنها في نهار العرض بركان
أين الملايين من أموال أمتنا
 
فما لها في مجال الفصل برهان
هل عندكم نبأ مما يُعدُّ لكم
 
أم خدَّر القومَ لعَّابٌ وفنان
هل عندكم نبأ مما يُعدُّ لكم
 
فقد سرى بحديث القوم ركبان
واليوم مسرى نبي الله ضجَّ وقد
 
غشاه مرٌّ من التنكيل ألوان
ذل وضعف وتمثيل وملحمة
 
ما ذاقها في مدار الدهر إنسان
الخمر تشرب والأوتار صاخبة
 
وللرياضة فينا القدر والشان
أما لنا في كتاب الله من عِظةٍ
 
فقد دعانا لنصر الحق قرآن
أما لنا في طلوع الفجر من أملٍ
 
أما تبدد عنا الشك والرَّان
يا أمتي مزِّقي الأغلال وانتفضي
 
فالمجد لا يمتطيه اليوم وسنان
عودي إلى الله فالأبواب مُشْرعة
 
وعِزةُ الله للأوَّاب عنوان
واستبشري فشعاع الفجر منتشر
 
وإن تجاهل نور الفجر عميان
وإن تراكم غيم الظلم واحتجبت
 
شمس النهار فللإشراق إبيان


فانصروا الله ينصركم وكونوا معه يكن معكم.. واصدقوه يصدقكم !!

 منقوول

0 التعليقات:

ليلة القدر وعلاماتها

0

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين ، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضا ،الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة ، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين .. أما بعد
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين
قال تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
 
 وقال تعالى  في سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }
 
 
سبب تسميتها بليلة القدر
 
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
 
علامات ليلة القدر
 
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة
 
العلامات المقارنة
  1.  قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار
  2. الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي
  3. أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا
  4. أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
  5. أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي
العلامات اللاحقة
  1. أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم
فضائل ليلة القدر
  1. أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
  2. أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
  3. يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
  4. فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
  5. تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
  6. ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى {سلام هي حتى مطلع الفجر }
  7. فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه
 
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
كتبه الشيخ / يحيى الزهراني
منقووول

0 التعليقات:

الازدواج الفكريالازدواج الفكري

0

هناك أمور كثيرة يُعتبَر التوسط فيها ضرباً مـن الخيال؛ فمثلاً لا يمكن الوقوف على مسافة واحدة بين الإيمان والإلحاد، فلا يمكنك أن تكون نصف مؤمن ونصف ملحد، أو أن تكون صادقاً كاذباً، أو تقياً فاجراً. هذه متناقضات تناقضَ الموت والحياة.
وينعدم اللون الرمادي في مثل هذه الأمور: فإما أن تختار الأبيض فتكون رافضاً للأسوَد، أو الأسوَد فتكون رافضاً للأبيض.
إنه لَضَرب من العبث أن تحاول الجمع بين الاثنين، تماماً كمن يستخدم القسمة ليحصل على ناتج الضرب، أو يعمل عمل أهل النار ويريد دخول الجنة.
لا يمكن أن تحمل الولاء لمبدأين متضادين فترة طويلة، وإذا حصل ذلك فأنت تخادع نفسك.

لا بد أنك تخادع في أحدهما؛ لأنهما ببساطة لا يجتمعان، والأسـوأ أن تكون مخادعاً في كليهما.

إن اختيار مسـارٍ بين المسارين في مثـل هذه الأمـور لا يَقِل سوءاً عن اختيار المسار السيئ، بل قد يكون أسوأ؛ فالمنافقون - مثلاً - في الدرك الأسفل من النار.

أحياناً لا يكون لدى المرء تناقضات أو تضادات أساسية لكن يكون لديه خَلْطٌ في ترتيب مبادئه؛ فيحدث خلل عند التطبيق؛ فكل فرد منَّا - على سبيل المثال - لديه عدة ولاءات: لدينه، ووطنه، وقبيلته، ونفسه... إلخ.

وإذا لم يكن لديه ترتيب لهذه الولاءات، فإنه يكون عُرضة لقرارات خاطئة، ولو كانت ولاءاته مرتبة لَـمَا حدث لديه إشكال في التطبيق؛ فالولاء للدين - مثلاً - يجب أن يقدَّم ويكون حاكماً على ما سواه.

إذا تمكَّن المرء من ترتيب مبادئه والتخلُّص من أي ازدواج فيها، يكون قد خطا خطوة كبيرة في سبيل تحقيق الانسجام الفكري والنفسي لديه؛ والفرق شاسع بين بناء فكريٍّ منسجم، وآخَرَ ما هو إلا كومة من المبادئ والسياسات المتناقضة: الأول قوي يمكن لصاحبه الاعتماد عليه، والآخرُ ضعيف، وأي بناء عليه يعني ركاماً أكثر تعقيداً.

وبقدر انسجام مبادئ المرء تكون راحته النفسية، وتكون قوة طرحه.

وبقدر قبوله بالمتناقضات يكون اضطراره للتسطيح وتكون أعماله غير معبِّرة عمَّا يحمل أو يود أن يحمل من قيم.

لكل ذلك رتِّب مبادئك، وتخلَّص من أي ازدواج فيها، وتذكَّر أن أيَّ ازدواج في اتجاه الرؤيا يعني حَوَلاً في النظر، وأيَّ ازدواج في المبادئ يعني حَوَلاً في التفكير.
______________
مجلة البيان العدد 282

0 التعليقات: